ازدادت حالات الإدمان بين جنود الاحتلال الصهيوني المصابين خلال حربهم الإجرامية على قطاع غزة المحاصر.

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن تصاعد خطر إدمان العقاقير المخدرة بين الجنود الصهاينة المصابين في أعقاب الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أن عددًا متزايدًا من هؤلاء الجنود أصبحوا يعتمدون على مسكنات الألم القوية من فئة "الأفيون"، مما ينذر بأزمة صحية متفاقمة داخل المجتمع الصهيوني.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الجنود الذين يتلقون العلاج في أقسام التأهيل بمستشفى "تل هشومير" لا يواجهون فقط صدمات جسدية، بل يخوضون معركة نفسية قاسية، في ظل اعتمادهم المتزايد على أدوية قوية مثل الترامادول والمورفين والليريكا والأوكسيكودون والبيركوسيت.

وأشار التقرير إلى أن عددًا من الجنود يتناولون ما بين 12 إلى 15 قرصًا يوميًا، دون أن يتم إبلاغهم بخطورة هذه الأدوية وإمكانية إدمانها.

 وأوضح التقرير بعضهم أنهم يشعرون بفقدان السيطرة عندما لا يتناولون جرعاتهم، ويشرعون في البحث عنها بقلق شديد منذ ساعات الصباح الأولى.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الحالات تستدعي استخدام أجهزة أوتوماتيكية لحقن المورفين، مما يعكس حجم الاعتماد المتزايد على هذه المواد. ووفقًا لخبراء تحدثوا للصحيفة، فإن استخدام الأفيونات في الاحتلال لحالات غير مرتبطة بالسرطان شهد ارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تم وصف هذه الأدوية لنحو 90 ألف شخص حتى عام 2023، من بينهم 21 ألفًا يستخدمونها لأكثر من ستة أشهر.

وأظهرت بيانات مستشفى "تل هشومير" أن عدد الوصفات التي تحتوي على أدوية أفيونية بلغ 2656 في سبتمبر 2023، وانخفض إلى 817 في ديسمبر من العام نفسه، إلا أن مستويات الاستخدام بقيت مرتفعة خلال عام 2024.

من جهته، أكد الباحث في جامعة بن غوريون ووزارة الصحة، أورين ميرون، أن العديد من الجنود يعانون من آلام حادة أثناء جلسات العلاج الطبيعي، ولا يمكنهم الحركة إلا باستخدام هذه الأدوية. وحذّر من أن الإدمان يتفاقم بعد خروج الجنود من المستشفى، حيث يتطور في صمت داخل منازلهم.

ووفقًا للبيانات الرسمية لوزارة الصحة الصهيونية، هناك نحو 27 ألف مدمن مسجل على المخدرات والكحول، بينما يُقدّر عدد من هم على حافة الإدمان بـ120 ألفًا، وسط توقعات بأن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 200 ألف شخص.

وحذرت الصحيفة في ختام تقريرها من أن آثار الحرب لا تتوقف عند ساحة المعركة، بل تمتد لتترك آثارًا مدمرة على الجنود بعد عودتهم، وهو ما قد يخلق أزمة صحية واجتماعية عميقة تهدد المجتمع الصهيوني بأسره.  (İLKHA)